تتفق أو تختلف مع ثورة 23 يوليو 1952 في مصر، ولكن آثارها وطموحاتها شكلت وجدان النظام الجمهوري في مصر الذي سعى للارتقاء بكرامة المواطن والتخلص من الاحتلال البريطاني، وتوجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بكلمة خاصة للشعب المصري والعربي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية والسبعين لثورة الثالث والعشرين من يوليو المجيدة.
كفاح أجيال لحرية مصر
هنأ الرئيس السيسي الشعب المصري بالذكرى الحادية والسبعين لثورة الثالث والعشرين من يوليو المجيدة، وأشار إلى كفاح الأجيال من أجل التخلص من الاستعمار الإنجليزي، وتحقيق السيادة والحرية للبلاد وللشعب المصري، وتوجه بالشكر للرئيس والزعيم الراحل جمال عبد الناصر، قائلاً: تأتي لتذكرنا بكفاح أجيال من شعبنا نظرت ذات يوم إلى المستقبل فأرادته حراً كريماً لمصر وأبنائها تطلعت إلى التخلص من الاستعمار والسيطرة الأجنبية وقدمت من أجل ذلك تضحيات هائلة حتى توجت ثورة يوليو الخالدة، تلك المسيرة الممتدة التي تبلورت خلالها الوطنية المصرية واشتد عودها لتقف على قدمين ثابتتين مطالبة الاستعمار “بأن يحمل عصاه على كاهله ويرحل”، كما ردد الزعيم جمال عبد الناصر قائد الثورة الذي نتوجه إليه اليوم بتحية إجلال وتقدير ونتقدم أيضاً بتحية اعتزاز للرئيس محمد نجيب الذي تصدر المسؤولية في لحظة دقيقة من عمر الوطن وللرئيس البطل محمد أنور السادات الذي أدى الأمانة في الحرب والسلام ودفع حياته ثمنًا غاليًا لكرامة مصر ومستقبلها.
مصر لكل الفئات
كما شدد الرئيس المصري على مبادئ ثورة يوليو التي جاءت لتشمل كل فئات الشعب المصري، والتي يحاول الرئيس السيسي وحكومته استمرار مسيرتها من خلال المبادرات الرئاسية مثل “حياة كريمة“، المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية “ابدأ“، “كلنا واحد“، 100 مليون صحة، تكافل وكرامة، الحوار الوطني، تطوير القرى المصرية وغيرها. وأوضح الرئيس السيسي في كلمته قائلاً: أسست ثورة يوليو الجمهورية الأولى منذ سبعين عاماً ومضت في طريقها تبني “مصر جديدة” في زمنها ويعلو شأنها شرقاً وغرباً؛ لتصبح مصدر إلهام للتحرر الوطني، في جميع أنحاء العالم، كما قطعت شوطاً مهماً لتمكين قطاعات كبيرة من أبناء شعبنا من الفلاحين والعمال وإعطائهم مكاناً يليق بهم طال انتظارهم واشتياقهم له حققت الثورة إنجازات عظيمة في كثير من الأحيان وتعثرت مسيرتها في أوقات أخرى.
وبعد سبعين عاماً على تأسيس الجمهورية ومع تغير طبيعة الزمن وتحدياته واجتياز الوطن لأحداث تاريخية كبرى خلال السنوات من 2011 إلى 2014 وفترة عصيبة من الفوضى وعدم الاستقرار هددت وجود الدولة ذاته ومقدرات شعب مصر كان لزاماً أن نفكر بجدية في المستقبل وفي الجمهورية الجديدة التي تمثل التطور التاريخي لمسيرتنا الوطنية كأمة عظيمة آن لها أن تستعيد مكانتها المستحقة بين الأمم.
الجمهورية الجديدة
وأشار الرئيس المصري في كلمته إلى الأزمات والتحديات العالمية التي تواجهها مصر ومشروع الجمهورية الجديدة للأجيال القادمة، قائلاً: إن أسس وقيم الجمهورية الجديدة تبني على سابقتها، ولا تهدمها تضيف إليها، ولا تنتقص منها، تقوم على أولوية الحفاظ على الوطن وحمايته، وسط واقع دولي وإقليمي، يتزايد تعقيده واضطرابه على نحو غير مسبوق ووحدة الجبهة الداخلية، بالنظر إلى تغير طبيعة التهديدات التي أصبح جزء كبير منها يستهدف الداخل حصراً.
إن الجمهورية الجديدة هي نتاج لمرحلة غير مسبوقة في تاريخ مصر، من الصعاب والتحديات أدرك المصريون خلالها وتأكدوا بعين اليقين أن الوطن، الآمن المستقر يعلو ولا يعلى عليه.
كما أن التطوير والتحديث الاجتماعي والاقتصادي أصبح ضرورة للحياة والمستقبل وليس ترفًا ورفاهية إن واقعنا الديموغرافي والاقتصادي يحتم علينا ألا نتحدث فقط عن التنمية بالمفهوم التقليدي، وإنما عن الانطلاق بمعدلات نمو مرتفعة ومتلاحقة وتنمية مستدامة متسارعة حتى تصبح الإنجازات الاستثنائية عادتنا الطبيعية إن الجمهورية الجديدة تسعى لتوفير فرص متكافئة للعمل والحياة الكريمة لهذا الجيل، والأجيال القادمة وبناء القدرة الوطنية في جميع المجالات لتصل مصر إلى الموضع، الذي يطمح إليه شعبها.
إن تحقيق كل ما سبق، والحفاظ عليه وتنميته يتطلب بالتوازي مع مسيرة البناء والتعمير تطوير الخصائص الإنسانية في مجتمعنا بناء الإنسان المصري والارتقاء بأحواله تعليميًا وصحيًا وثقافيًا وهو ما يتطلب قدراً ضخماً من العمل والكفاح في إطار مجتمعي متكامل يقوم على التوازن الدقيق بين الحقوق والواجبات.
الإنجازات رغم التحديات
يلمس الجميع باستثناء فصيل الإخوان التكفيري وقنواتهم التي تبث من بريطانيا وأتباعهم من كارهي وطنهم من المتشائمين، إنجازات حكومة الرئيس المصري والمشروعات القومية العملاقة: كتطوير وسائل النقل، القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي، التعامل مع ملف فيروس كورونا بشكل احترافي، افتتاح أكبر مجمع لمصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة، مصانع لمعالجة مياه الصرف الصحي وزيادة الموارد المائية، تبطين الترع، توسعات قناة السويس، انتعاش قطاع السياحة خاصة في مدينة العلمين، مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية، تطوير المستشفيات والمدارس.
وقال الرئيس المصري في كلمته: إن لكم أن تفخروا بما حققناه عبر تاريخنا الحديث منذ الاستقلال إن مسيرتنا الوطنية تمضي للأمام رغم الصعاب والتحديات نتطلع إلى المزيد؛ إذ أن آمال شعبنا تلامس حواف السماء ونعمل بجد وإخلاص وعلم على تحويل هذه الآمال إلى واقع وحقائق في كل مكان على أرض مصر نعلم أن شعبنا العظيم تحمل الكثير وضرب المثل في الصـبر والصـمود أمام أزمات عديدة ونطمئنكم أن الدولة تبذل أقصى ما في الجهد والطاقة، بلا كلل لتوفير فرص عمل جديدة ومتميزة وزيادة الدخل للمواطنين وإقامة مسارات جديدة لتطور ونمو الاقتصاد بما يتواكب مع العصر ومع طموحات أبناء الشعب نطمئنكم أن جميع الأصوات الجادة مسموعة لما يحقق صالح الوطن ويسهم في بناء المستقبل والواقع الجديد الذي نطمح إليه ونعمل من أجله مخلصين النية لله والوطن. شكرًا جزيلًا،
وكل عام وأنتم بخير ومصر في أمان وسلام وتقدم. ودائمًا وأبدًا: تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته